كَلِمَاتٌ مُلْهِمَةٌ

مخرجاتها ليست فقط شهادات، بل نفوس تغيّرت، وعقول تنوّرت، وشباب أصبحوا مشاعل هدى في مجتمعاتهم.

زهرُ الطفولةِ ومسكُ القرآنِ

زهرُ الطفولةِ ومسكُ القرآنِ

في طُهرِ الطفولةِ، حيثُ القلبُ لم يتكدّر،
وفي ربيعِ العُمرِ، حيثُ النفسُ لم تتحيَّر،
تتفتّحُ براعمُ الإدراكِ، وتزدهرُ ملامحُ الذكرى،
فما أجملَ أن يُستثمرَ هذا الصفاءُ في حفظِ آي الذكرِ الحكيم!

الطفلُ صفحةٌ بيضاء، لا تشوبُها شائبةُ الغفلة،
وروحُه عطشى للنور، وعقلُه متوقّدٌ بالفطرة،
فإن سُقيتْ بماءِ القرآن، أينعتْ في صدرِه جنّاتٌ وأنهار،
وإن أُهملت، ذبلتْ فيها الأمنياتُ وانطفأتْ الأنوار.

يقول الشاعر:

إذا الصغيرُ نشأ على نهجِ الهُدى
شبَّ الكبيرُ على الوفاءِ والعلَا
فازرعْ بذرَ الخيرِ في أعماقهِ
يثمرْ ضياءً للورى إن أثمرا

في الصغر، يكون الحفظُ أيسرَ، والفهمُ أعمقَ،
فالعقلُ كالإسفنجة، يشربُ كلّ ما يُلقى إليه،
وحين يُلقى فيه كلامُ الله، يسطعُ النورُ من جوانبه،
فيا سعدَ من غرسَ في فؤادِ طفلِه آياتٍ تُتلى في المحاريب.

وإنّي أقول:

علمْ صغيرَك سورةً كلَّ صباحْ
تُزهِرْ بروحِه ألفُ فجرٍ لاحْ
ولْيسمعِ النُّورَ في كلّ حرفٍ
فخيرُ الصحائفِ ما خُطَّ فلاحْ

استغلالُ وقتِ الطفلِ لا يعني حرمانَه من لهوٍ بريء،
بل يعني التوازنَ، والرفقَ، والحنانَ في التوجيه،
نُعلّمه القرآن حبًّا، لا رهبة، ونُشجّعهُ ثناءً، لا صراخًا،
نُقرِئهُ بالحُسنى، نُحفّزه بالقصصِ، ونُرغّبه بالجوائز.

قالوا قديماً:

من شبَّ على شيءٍ شابَ عليه،
ومن سكنَ القرآنَ قلبُه صغيرًا،
لن يعرفَ الضياعَ كبيرًا.

فلنغرسْ في أطفالِنا معاني السكينة،
ولنجعلْ من كتابِ الله ظلًّا يُرافقهم،
فهو الحصنُ إن خانتهم الأيام،
وهو النورُ إن أظلمتْ دروبُ الحياة.

0 التعليقات

اترك تعليقًا